لماذا لا تحب نفسك؟ جلد الذات الأسباب والعلاج

جلد الذات الأسباب والعلاج

الكل يتمنى الوقوع بالحب، الجميع يبحث عن الإعجاب في عيون من حوله، أنا وأنت وهو وهي وهم نمتلك الدنيا بنظرة من الآخر تهيم بنا عشقا وتقول: “أحبك”.

نبحث عن المفقود الغالي في قلوب المحيطين بنا، ننتظر الإهتمام والحنان من الخارج، نقدر قيمة أنفسنا بعدد من حولنا ومدى مدحهم لنا، نثق بقدراتنا عندما يرانا الاخرون أهل لذلك،

كل حياتنا متعلقة بآراء الناس ،قرارتنا وتقدمنا بالحياة يوجهه ما يراه غيري أو من اختاره حتى يعرفني على نفسي ويدلني على ما أريد وما لا أريد، ما يجب وما لا يجب، أختاره كي يعيش حياتي بدلا مني.

فهل جربت يوما ان تفعل كل ذلك بنفسك ولنفسك..؟

هل حاولت ان تجمع صورك وتقلبها او تنظر في المرآة وأنت تتأمل ملامحك بحب وتقديرلذاتك وبمنتهى الصدق والحنان تقول لنفسك “أحبك”؟

– جلد الذات .. ماهو؟

هي تقنية يتعامل بها عقلك الباطن ظنا منه أن يحميك وأنه يفعل ما يفيدك وتظهر جليا عند التجديد أو التغيير أي عند الإنتقال من منطقة راحتك إلى المجهول، فجلد الذات اضطراب نفسيٌ قائم على لوم الذاتِ وتعنيفها وتحقِيرها .

فعندما يلومك بإستمرار أو يوجهك لمقارنة نفسك بالآخرين أو يشعرك دوما بالتقصير فهو يظن بذلك أنه يحفزك ويدفعك لمزيد من الإنجاز.

– لماذا نلوم أنفسنا بدلا من مناقشتها؟

1- عندما تزداد التجارب الصادمة وخبرات الفشل المتكررة والعجز عن الإنجاز، لا نتحمل مسؤولية فشلنا ونبحث عن ساتر نخفي وراءه اخفاقاتنا فنلجأ إلى أنفسنا ونوجه إليها كل اللوم لأنها لم تنجح.

2- يتملكنا الحزن لأسباب مختلفة فنأخذ عزلة عن البشر لبعض الوقت ولا نتحدث مع أحد سوى أنفسنا وهنا تكمن الخطورة لأننا نرجع إليها أسباب كل ما حدث لنا وأحزننا فنراها ضعيفة ذليلة عديمة الجدوى.

3- انظر إلى فراغك بماذا تشغله؟ فالفراغ يوجه التركيز والنقد على ما تتمنى تحقيقه أو ما توقفت عنده إلى تقصير من نفسك وتحقيرإمكانياتها وبالتالي لومها.

4- الإفراط في العناية بالأبناء ومراقبتهم على كل صغيرة وكبيرة واستمرار النقد لهم يخلق جيل ضعيف الشخصية يخطئ في استخدام قدراته وحكمته في الأمورولا يجد إلا نفسه ليلومها.

5- بحثك عن الكمال فيما حولك يجعلك ترفض نقاط الضعف بداخلك وتقاوم فطرة الله تعالى فيك فتصب جم غضبك على نفسك فتراها المذنب الوحيد في قصة حياتك.

– رشفات حب نفسية لأرواح ظلما.. تتحمل المسؤولية:

جلد الذات الأسباب والعلاج

* أثبتت الدراسات والأبحاث أن النجاح لم يكن أبدا حليف من يجلد ذاته ويلومها بإستمرار على عدم الفعل، وإنما كان النجاح مرافقا لمن يحنو على نفسه، ويتعاطف معها، ويحفزها على العمل حتى في أحلك أوقات الفشل .

من يتعامل معها على أن هناك دائما فرص أخرى ومجالات أوفر،لا يستدعي الأمر أن نموت مقابل مافقدناه وإنما لنحيا من أجل الكثير الذي ينتظر منا السعي والحياة.

* تقبل نقاط الضعف بنفسك، فكلنا نمر بمراحل حياتنا صعودا وهبوطا، تعامل مع الأخطاء على انها اضافة خبرة جديدة لكيفية الصواب، ولا تعتبرها وصمة عار في سجل حياتك، فكلما تعاطفت مع حالك أكثر كلما ارتفع مستوى أداءك.

* ناقش هذا الصوت الذي يأتيك ويراكم الكون كله فوق رأسك، استمع إلى حججه، لماذا يراك مقصر؟ لماذا يهينك ويحقر منك امام نفسك ويلقي باللوم عليك؟ أقنعه بأنك تسامحه وأنك تعلم أنه يفعل ذلك لأجلك ولكنه مخطأ.

قل له : أنت تدمرني..

أنت توقف حياتي على الوراء،

الحل ليس كما تعتقد. واعقد معه اتفاق مدى الحياة على أن يعطيك فرصة أخرى وأخرى وأخرى حتى تنجح وتحقق ما تريد فأنت تثق بنفسك وقدراتك مهما قابلتك عقبات .

* تفحص جيدا من حولك، من أصدقائك الذين يشاركونك صوت القلب والعقل، فكلما كانوا أكثر حبا وعطفا على أنفسهم انتقلت إليك عدوى هذا الحب، وأضفت نفسك كصديق صدوق يشاركهم في التوجيه الصحيح لك.

*تحكم في أهواء نفسك فلا يعني حب ذاتك وقبولها الخضوع لرغباتها دون تقييم، فهناك خيط رفيع بين الحنو على الذات وبين تركها على هواها تفعل ما يحلو لها.

* اهمس لقلبك بلحظات الضعف والإنكسار والإحباط، ماذا لو،

ماذا لو كل ما هو آت أجمل.. كل ما تتمناه بدأ يتحقق.. رزقك الكريم جنته في الدنيا.. رأيت من الحبيب قرة أعين مع كل شهيق وزفير

مثلما تتوقع السوء ويتملكك الخوف وتعتقد في الهزيمة، ثق تماما أنه في الجهة الأخرى توجد احتمالات أخرى على النقيض تماما كلها راحة وسعادة فاسلك طريقها واختر مسارها.

* لا يعني أنك حزين ان السعادة ليست موجودة وأن افتقادك للشئ لا يعني عدم وجوده، فقد سخر لك ربك سبحانه وتعالى مافي السموات والأرض لخدمتك، ومثلما استطاع غيرك وحقق الصعب ونال ما يريد، اذن أنت أيضا تستطيع،وخلقك خالقك تستحق الأفضل وسر هذا الأفضل أن تحب نفسك فتقدرها وتعمل لها ومعها ما يحي روحك .

* السر في الامام وليس النظر تحت الأقدام. تقبل عزيزي كل لحظات حياتك، تقبل نفسك وأحبها بكل ما تفعله، فقط افهم الرسالة من كل موقف يمر بك، تعلم الدرس في مدرسة نفسك التي تعدك لمراحل حياتية متدرجة، اجتهد كي ترتقي فأنت وأنت فقط الهدف.

 

هل تريد أن تعيش عدوا لذاتك؟

تحقرها.. تهينها.. لا تثق بها.. ولا تعطف عليها..

أهذا هو ما سيدفعك للنجاح ويحقق طموحك؟

واذا كان كذلك، وهذه هي نظرتك لنفسك فماذا تنتظر من الآخرين في تعاملهم معك؟

نصيحة:

لا تنتظر أكثر مما تقدمه .. فواقعك الخارجي هو مرآة تعكس ما يسكن نفسك من أفكار ومعتقدات فاضبط بوصلتك على الوجهة الصحيحة.