لا تتزوج قبل أن يجيب شريكك عن هذه الأسئلة

الزواج من المحطات الفارقة في حياة كل انسان، فهو ليس مجرد عقد قانوني بين شخصين، وإنما هو اتحاد روحي وجسدي يجمع بين شريكين يسعى كلا منهما إلى بناء حياة ناجحة وأسرة مستقرة من خلال التفاهم والحب والتعاون والتقدير الذي يضمن استمرار هذه العلاقة إلى الأبد.

نظرا للأهمية الكبيرة لهذه المرحلة وما تتميز به من سمات مختلفة عما سبقها وما تحتاجه من استعدادات وما تواجهه من تحديات فمن المهم لكل شريك أن يختار الآخر بعناية وبناء على أسس تضمن نجاح هذا القرار من خلال الاتفاق على إجابات هذه الأسئلة سواء للشاب أو الفتاة :

أسئلة يجيب عليها شريك الحياة

1- هل تعلم عن شريكك ويعلم عنك ما تحتاجه حياتكما معا لتأسيس ناجح؟

تقول دكتور جاميا استشاري علاقات- تكساس: أكثر الأزواج تدفعهم حسن النية قبل الزواج لعدم معرفة ما يجب مناقشته والتحدث عنه قبل الزواج وذلك للاستعداد للحياة القادمة بخلفية كل شريك عن طريقة التعامل الصحيحة وتفضيلات وردود الأفعال المختلفة للطرف الآخر.

هل يخفي عنك شريكك أي أسرار وخاصة وضعه المالي؟ هل لديك ما يضمن وصف هذه العلاقة بالكتاب المفتوح لكل طرف ؟

في فترة التعارف( الخطوبة ) يظهر كلا الشريكين أفضل ما لديه للآخر وقد يخفي بعض الأمور خوفا من سوء الفهم ظنا منه أن هذا يضمن استمرار العلاقة، الصحيح أنه الصراحة بين الشريكين تعزز الثقة بينهما، فيفيض بما في عقله من أفكار وما في قلبه من مشاعر بدون خوف من الحكم أو الرفض ومن ثم قبول التحديات ومناقشة المشكلات التي قد تواجههما في المستقبل والاتفاق على الحلول المناسبة للطرفين.

2-كيف ستتعامل مع الشريك عند الخلاف أو المشكلات الزوجية أو التغير في المعاملة والسلوك؟

قد ترسم المعرفة السطحية قبل الزواج بين الشريكين تصور معين عن كل طرف لدى الآخر وبعد الزواج وكون كل شخصية على طبيعتها يؤدي إلى ظهور الاختلاف في التعامل والتفكير وهنا يبدأ الخلاف.

ناقش مع شريكك كيف سيتعامل في هذا الموقف هل سيتقبل الاختلاف ويتفهم الرأي الآخر ويحاول الوصول إلى نقطة احتواء تضمن رضا الأطراف؟ أم أنه يرى أنه الصائب الذي لا يخطئ والآخر يجب أن يتنازل ويضحي حتى يرضيه؟

3- ما هي أهداف (طموحات ) المستقبل وكيفية التخطيط لتحقيقها؟

بما أنكما أصبحتم شريكان فأنت أيضا تتشاركان أحلام المستقبل والأهداف التي يسعى كلا منكما لتحقيقها . من الضروري أن يبوح كلا منكما للآخر ماذا يريد أن يكون ؟ ويتفق معه على سبل مساعدته في تحقيق ذلك، ويتشاركان معا الدعم المعنوي والمادي في السعي والوصول لأنه منذ ارتباطكما أصبح كل شئ ينسب لكما كشخص واحد من نجاحات أو إخفاقات. مشاركة الأهداف تسلط الضوء على طريق مشترك جديد بينكما يدعم التفاهم والود ومساندة كل طرف للآخر في إسعاده ونجاحه.

4- ما هو نصيب كلا منكما من وقت الآخر خلال اليوم ؟

هناك بعض الأطراف وخاصة النساء تشعر بالثقة والأمان عندما يقضي معها زوجها معظم الوقت، وعلى النقيض قد يرى الرجل في هذا انتهاك لحريته، وجو خانق فهو يريد الخروج مع أصدقائه أو حتى بمفرده وقد تكون الزوجة من تحتاج أن تذهب لصديقاتها او اقاربها ويمنعها زوجها لأسبابه الخاصة.

قد يقضي الزوج وحده أو الزوجان اذا كانا يعملان الاثنان طوال النهار في العمل ويعودان كل في حاله لا يتحدثان سوى بالقليل بالأمور المشتركة بينهما وهذا يخلق هوة عاطفية بين الزوجين قد تصل للصمت القاتل وبرود المشاعر.

اتفق مع شريكك على وقت معين خلال اليوم  تتحدثان سويا، تناقشان معا ما دار بيومكما، ما يجمع بينكما من أهل وعمل وطموح وتحديات فأنتم أصدقاء قبل أن تكونوا أزواج.

5-كيف ستحافظ على التواصل والتفاهم الذي يضمن نجاح العلاقة؟

قبل الزواج يكون هناك توقعات من كل طرف عن الأدوار التي سيقوم بها الطرف الآخر لأجله، من الضروري الإعلان عن هذه التوقعات ومصارحة كل شريك بماذا يريده من شريكه. أيضا يتفق الطرفان في وقت الخلاف ما هي طريقة التعامل المثلى التي يحبذها الطرفين ومن هو الشخص المقبول تدخله في حالة احتاج الأمر ذلك.

بعد مرور وقت معين أو بعد حدوث مواقف قد لا يستطيع الزوجان تخطيها قد يحدث جفاء عاطفي، وملل في الحياة الزوجية وشعور أحد الشريكين  أن الآخر لم يعد يقدره ويريده مثل ما قبل الزواج، لذلك على الشريكين الاتفاق ماذا سيفعلان لاستعادة الروح والتجديد للزواج؟

أسئلة يجيب عنها شريك الحياة

ما مدى التقبل لدى كل طرف للاختلاف في الطباع ووجهات النظر؟

ماذا سيفعل الشريك اذا وجد شريكه قل اهتمامه به أو انشغل عنه بأمور أخرى كالأطفال أو الأهل أو الأصدقاء أو العمل؟

مناقشة هذه الأمور والالتزام بما تم الاتفاق عليه يضمن خلق علاقة صحية طويلة الأجل بين الزوجين.

6- كيف ستتعامل مع ضغوطات الحياة وحدود التضحيات من الشريكين في العلاقة؟

لا يخفى على أحد أن الزواج يبدأ مفعم بالبهجة والحب ومحاولة كل شخص لاكتشاف الآخر وتجربة كل جديد معه ثم تبدأ تحديات الحياة تواجه هذه العلاقة وظهور مشكلات واختلافات تخلق المزيد من الضغوط على الطرفين. يحتاج الأمر هنا إلى اتفاق واضح الزواج يحتاج تفهم عميقًا لدور كل شريك في العلاقة، والقدرة على التضحية أحيانا من أجل الحفاظ على العلاقة.

لكن يجب أن يكون التضحية متبادلة ومتوازنة، حيث يجب أن تكون قرارات التضحية مبنية على الاحترام المتبادل والتوازن بين احتياجات الفرد والحاجات المشتركة للعلاقة. يمكن أن تكون التضحيات في العلاقة عبارة عن تفاهم وتقدير لاحتياجات الشريك، وقد تكون تضحيات صغيرة مثل تأجيل الرغبات الشخصية من أجل سعادة الشريك، أو تضحيات كبيرة تتعلق بقرارات حياتية مهمة.

7- كيف ستتوزع الأدوار والمسئوليات بينكما ؟

من المهم أن يتطرق الشريكان دائما إلى طبيعة المهام المشتركة بينهما وكيفية توزيع هذه الدوار بينهما بالاتفاق والمشاورة والتفاهم حول قدرة وطبيعة وتقبل كل طرف إلى ما ينسب إليه من أعمال.

على سبيل المثال إدارة الأموال ومستوى الزوج المالي بمنتهى الصراحة وحدود دخله وما يقابله من التزامات أو ديون وخططه المستقبلية لتحسين الوضع المالي وما يقابل ذلك من دور الزوجة اذا كانت تعمل او لها دخل مالي.

كذلك رعاية الأطفال والقيام على شئونهم، أعمال المنزل والتسوق، الالتزامات تجاه الوالدين او الأهل اذا كان أحد الشريكين مسئول عن نفقاتهم كل هذه التفاصيل وأكثر الاتفاق عليها ومناقشتها يضع الزواج على أساس متين من المودة والاستمرار.

الحياة الزوجية رحلة مستمرة من النمو مثل نمو الطفل الصغير أمام عينيك تحتاج تخطيط، صبر، محبة، تحمل برضا، تفاؤل، تضحيات، اجتهاد، تعلم، حكمة في إدارة الأمور فهي في النهاية ثمرة حياتك التي تعبر عن انجازاتك الناتجة عن مدى التفاهم والدعم المتواصل بينك وبين شريك حياتك.

لا تتردد أبدا بمناقشة الأمور والتوقعات لمسار حياتكما القادمة معا بمنتهى الود والمرح واحترام طريقة تفكير ومعتقدات كل طرف بطريقة تضمن التوفيق والفلاح للمستقبل المشترك بينكما.