كيف تصادق الملل وتستفيد من نصفه الحلو؟

كيف تصادق الملل وتستفيد من نصفه الحلو؟

من اكثر العبارات التي نسمعها ممن حولنا عندما نسأله عن حاله فيجيب، الحياة مملة، الأيام تشبه بعضها، لا يوجد جديد، وكثيرا ما يسيطر علينا الشعور بفقدان الشغف وعدم الرغبة في فعل شئ مما يجعلنا كتروس الآلات ندور في ألة الحياة حتى ننهي العمل ونتم يومنا فقط ليمر وليس لنستمتع به.

ما هو الملل؟

هو عدم الإحساس بالمتعة عند القيام بعمل ما أو اتمام شئ مع غياب الحماس والشغف لإنجازه.

فهو ميكانيزم دفاعي من الجسم ينبه صاحبه أن ما يقوم به من مهام تكون بغرض الإنهاء فقط مع عدم إدراك قيمتها المادية والمعنوية للفرد والتي تمثل الحافز الذي يجعلك ترضى وتستمتع بما تقوم به وبالتالي لا تمل منه.

أسباب الملل:

1- لا يختلف اثنان أن السبب الرئيسي للملل هو الروتين اليومي أو تكرار نفس المهام يوميا مع نفس الأشخاص وفي نفس الأماكن وبنفس الأوقات.

2- غياب الهدف أو القيمة من العمل الذي تقوم به فأنت تبحث عن الإنهاء ولا تضع نصب عينيك الفوائد المادية والمعنوية التي ستحصل عليها عند اتمامه.

3-عدم الاستقرار النفسي نتيجة مواجهة مزيد من ضغوطات الحياة.

4- عدم الإستمتاع بالسعي والفرح ببساطة الخطوات التي تنجزها حتى لو كانت صغيرة.

5-التأثر بالبيئة والأشخاص السلبيين المحبطيين من حولك وتبني نظرتهم المتشائمة للحياة.

 أعراض الملل:

الملل شعور طبيعي يشعر به الجميع لفترة ويمضي ولكن اذا استمر مع الشخص وارتبط بالأدوار الأساسية في الحياة كأن يمل الشخص من عمله ويختنق عندما يذهب إليه يوميا أو أن تمل الأم من كونها زوجه ومسؤليات الأمومة هنا يدخل مرحلة الملل المرضي الذي يحتاج التوقف والعلاج.

قد تلاحظ على الشخص الملول:

– طول مدة الحزن.

– سرعة الغضب والإنفعال.

– الوحدة والعزلة.

– عدم انجاز المهام.

– فقدان الثقة بالنفس

– جلد الذات والتأنيب.

– عدم التركيز والإحباط.

– فقدان الهدف والشغف.

كيف تتخلص نهائيا من الملل؟

يقول جيمس دانكيرت، رئيس مختبر الملل بجامعة ووترلو بأونتاريو: “أعتقد أن جميع الناس يشعرون بالملل، لكن البعض لديهم قدرة مدهشة على التعامل معه”.

وهذا هو السر فالتخلص من الملل مفتاحه بيديك أنت فقط ويتمثل بمنتهى البساطة في كيفية تعاملك مع الملل وطريقة استجابتك له.

إليك عزيزي الملول بعض النصائح كي تصادق مللك وتحوله إلى ضيف عابر تستفيد منه ويرحل:

1- اللازم والمفروض:

انتبه وأنت تقضي عملك هل تنهيه لأن هذا فرض عليك ولابد من انهاءه ؟ أم أنك تستمتع بوجوده في حياتك وتستشعر قيمته التي تعود عليك منه سواء كانت مادية أو معنوية .

فمثلا المجهود المبذول في النظام الغذائي الصحي ( الرجيم) لا تركز فيه على حرمانك من الطعام الذي تحب وعذابك وأنت تقاوم ما تشتهي ولكن قدر قدرتك على إدارة شهواتك والتحكم في رغباتك والصحة والعافية لجسدك ونمو عقلك وثقتك بنفسك…الخ من القيم والفوائد التي ستحصل عليها مما يشعرك بالاستمتاع والحب لما تعمل واختفاء الملل.

2- الإنجاز:

كن منجز للأعمال في وقتها. استفد من الأفكار المبدعة التي تمنح لعقلك تحمل معها بشائر الخير لك فاستقبل، لا تماطل أو تؤجل.

انجاز الأعمال في وقتها يوفر الوقت وينظم حياتك ولا يترك أفكارك تبعدك عن هدفك وتطيل فراغك بلا معنى ومن ثم زيادة ثقتك بقدراتك والشعور بنشوة الإنجاز والإقبال على الحياة.

3- البساطة:

دائما مشوار الألف ميل يبدء بخطوة وقراءتك لهذا المقال هي أولى خطواتك الناجحة باذن الله للقضاء على الملل.

ابدء بأبسط الأمور والإمكانيات لديك لتبدل مللك متعة وانجاز رتب مهامك، غرفتك، نظم ما حولك. ابدء بعمل الأقرب لقلبك وانظر الى القيمة التي سيعطيها لك ثم نوع بالمهام والموضوعات المتعلقة بها اجعل حياتك حديقة مليئة بزهور انجازاتك وخطواتك التي تنبض بكل ألوان الحياة.

4- التحدي:

استثمر قدرات نفسك من خلال استفزازها بتحديات الحياة. لا تراها مشكلات أو عقبات، وانما مشجعات، مستغيثات وأنت المنقذ الوحيد.

عش دور المغامر الشجاع الباحث في نفسه عن كنوز ربه الذي أودعه اياها كمعينات له في كل عائق يمر به واستمتع باكتشافك لنفسك والتعرف على قدراتها وقوتها في مواجهة ما تخفيه أبواب القدر خلفها ومن ثم حماس، شغف، متعة، ضياع الملل.

5- الإسترخاء:

عزيزي الملول الحياة مستمرة، وأعمالك تنتظرك، لكن عقلك المرهق بالتفكير يرجوك يوميا بأخذ استراحة قصيرة بعد كل هذا الإجهاد حتى يستطيع استعادة نشاطه ويمنحك بركات الحلول النيرة التي تساعدك لإتمام أعمالك وأمورك.

الإسترخاء بإعطاء استراحة تأمل لعقلك لإبداع الكون من حولك كأن يتأمل السماء، يستنشق الهواء بأنفاس عميقة، يستعيد ذكريات سعيدة ولو لمدة 5 دقائق بعد كل 6 ساعات عمل ستكون مثل إعادة شحن لطاقة الحياة بداخلك لتستعيد نشاطك وعافية عقلك وبالتالي الانجاز في أحسن وأمتع صورة.

6- التقبل والتجديد:

الملل ضيف طبيعي من المشاعر التي تزور صاحبها كل فترة فأحسن استقبالها بتلقي الرسالة التي جاءت بها من توجيهات لاكتشاف القيم وراء ما تعمل وابتكار وابداع طرق جديدة لإدارة حياتك تضفي البهجة على تحدياتها.

بأبسط الأشياء حولك اكسر روتينك، تستطيع تجربة نوع جديد من النسكافيه، اعداد طبقك المفضل بطريقة مختلفة، التواصل مع صديق قديم لم تراه منذ فترة طويلة، اندمج مع طفل وامرح معه وتأمل تعامله مع الأشياء دون ملل.

استمع إلى موسيقى أو أغاني تحفيزية تزيدك حيوية …الخ من الأعمال البسيطة التي تكسر بها الدائرة المفرغة من التكرارات في يومك .

بالرغم من الوجه السيئ للملل الذي يراه الجميع إلا أن الدراسات الحديثة لطبيب فرنسي عندما قام بتصوير الرنين المغناطيسي لمجموعة من المشاركين أثناء شعورهم بالملل وجد أن الفجوات بين المخ الأيمن والأيسرتنفتح على بعضها وتنشط شبكة عصبية مما يدل على تحفيز الدماغ ونشاطه للابتكار والإبداع.

يتضح هنا عزيزي الملول العبقري أن الملل يفتح لك باب التطوير واكتشاف الطرق الجديدة المفيدة والآن عليك الدخول وليس الشكوى والجلوس بكسل دون استجابة، اضحك للدنيا تضحك لك ابدء أنت بالضحك حتى تضحك هي لك وتسعد بك.