قل لا بفعالية بدون آثار جانبية: فن الرفض اللطيف.

فن الرفض بفعالية

قول ” لا” ليس مجرد رفض، وانما هو أساس لبناء حياة قوية منسجمة مع أولوياتك في عالم ملئ بالمشتتات المستمرة والمطالب التي قد تناسبك أو لا تناسبك.

لذلك كونك قادرا على وضع حدود صحية بينك وبين استجابتك للآخرين يمكنك من تعزيز أهدافك وإنتاجيتك في الحياة، والحفاظ على طاقتك ورفاهيتك.

– ماذا نعني بفن الرفض اللطيف؟

نقصد بذلك أن تعبر عن ذاتك بكل صدق بصورة لائقة ومن خلال مهارات اتصال فعالة تتسم بقدرتك على تحديد ظروفك واحتياجاتك.

رفضا يمثل ممارسة للعناية بنفسك وعدم فرض أحمال عليها نتيجة تشابكات علاقات العمل أو العلاقات الشخصية والحياء من مصارحة الطرف الآخر بعدم القدرة ومن ثم مشتتات أكثر وحياة غير متزنة.

– ليكن جوابك ” لا ” بكل ثقة.. للأسباب التالية:

1- إذا كانت إجابتك هي نعم لكل من يطلب منك شئ، فأنت تعيش وفق خطة حياة الآخرين وليس لك حدود شخصية يتبعها الغير عند التعامل معك.

2- وجودك مع أشخاص كثيري الشكوى، ناشرو السلبية يمتصوا منك التفاؤل والحماس يستنزف روحك ونشاطك.

احم نفسك من مصاصي الطاقة وقلل من هذه اللقاءات قدر الإمكان للحفاظ على حيويتك.

3- قبولك لشئ بدون مقدرة على اتمام هذا الشئ أو معرفة به ، قد يؤدي إلى فشلك في انجازه أو التزامات اضافية لا تستطيع الوفاء بها ومن ثم فقدك لثقتك بنفسك وثقة الآخرين بقدراتك وتقوية الظن السيئ بك لمجرد فقط نيتك بإرضاء الآخرين على حساب نفسك.

4- وقتك كنز يستحق الإعتناء به والإنفاق منه بحذر، فعندما تقول ” لا ” لشئ  ترى أنه غير مهم تستطيع قول ” نعم ” لشئ أكثر أهمية سيضيف لحياتك تقدم تستحقه.

5- الرفض بطريقة مهذبة من حقوق نفسك عليك فأنت بذلك تحترمها وتوجه الآخرين إلى احترامها ومعرفة أن هناك حدود للتعامل بينكم وأنه بإمكانك الرفض وعدم إجبار نفسك على شئ لا يناسبها أو يحرمها من راحتها.

6- الالتزام الزائد يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق والإنهاك والذي يسهم في زيادة الضغط النفسي ومن ثم عدم القدرة على الحفاظ على توازن بين علاقات العمل والحياة الشخصية والاعتناء بنفسك، مما يزيد الأمراض النفسية والجسدية .

–  كيف تقول ‘لا’ بشكل فعّال دون أن تشعر بالذنب:

فن الرفض اللطيف

1- الحدود الصحية:

عليك أن تقتنع أنه من المستحيل إرضاء الجميع. لذلك احرص على وضع حدود للتعامل معك تمنع الآخرين من استغلال موافقتك الدائمة.

من الطبيعي أن تشعر بالإحراج وعدم الإرتياح في البداية ولكن عند شعورك بأنك تحافظ على نفسك وحقوقها سترضى وتقدر صحة ما تفعل.

امنح نفسك الوقت لتعلم وتطوير مهارات الرفض بالتدريب والتجارب العملية..

2- افهم حيل الآخرين معك:

لكونك دائما ما تقول ” نعم” لمطالب الآخرين ولا تستطيع الرفض فهم يعرفون جيدا ما يفعلون حتى توافق على كلامهم.

كن واعيا لهذه السلوكيات والحيل ولا تدخل في تقاصيل كثيرة.

فقط مباشرة وبوضوح قل ” لا ” ولا تقدم الكثير من الأعذار وتبدي الندم والأسف على قرارك.

كن حازما حتى لا يستغل الطرف الآخر ترددك هذا في الضغط عليك لقول نعم في النهاية.

3- أعط لنفسك فرصة للتفكير:

عندما يعرض عليك أمر تمهل قليلا فكر هل هو أمر ضروري بالنسبة لك، هل سيفيدك اتمامه، هل حقا تستطيع انجازه،

هل من يطلب منك حقا يحتاج مساعدة لا تضرك أو يستغلك لصالحه،

قدر الأمر جيدا ثم أجب بما يناسبك وأنت مقتنع بدون تردد وبكل رضا عن قرارك.

4- قدم البدائل المتاحة:

بابتسامة لطيفة على وجهك ونظرة ود لمن يطلب عبر عن استعدادك لتقديم المساعدة ولكن بطريقة مختلفة تتناسب مع ظروفك وإمكانياتك

تستطيع تقديم الرفض بطريقة مهذبة كأن تقول “أنا مشغول حاليًا ولكن أقدر طلبك” أو “أنا آسف، ولكن لا أستطيع في الوقت الحالي” ، ماذا لوفعلت لك كذا أو ساعدتك بالطريقة كذا.

تذكر أن لديك حقوقك وحياة خاصة، وأن قول “لا” لا يعني الانانية وانما يعد جزءًا من الحياة الصحية العاقلة والتوازن الشخصي.

5- لا تسمح لأحد أن يسرقك:

رفض ما لا يناسبك من أفعال احترام الذات يظهر أنك تقدر وقتك وطاقتك وحدودك، وهو ما يعزز الشعور بالقيمة الذاتية والثقة بالنفس.

قول “لا” بشكل حازم يمكنك من السيطرة على حياتك ويسمح لك باتخاذ قرارات تعتمد على احتياجاتك وقيمك بدلاً من الانحياز للضغوط الخارجية.

عندما نمتلك الشجاعة لرفض ما لا يتناسب مع ظروفنا او قدراتنا، ليس لقطع العلاقات أو لخلق فجوة في التعامل وانما نبني تعاملات أكثر صحة.

ونشجع على التفاهم المتبادل من خلال خلق مساحة لأشياء أكثر أهمية وقيمة تتيح لأنفسنا فرصة للاستفادة القصوى من رحلتنا الشخصية والمهنية، ونشجع على التفاعل بشكل صحيح وبناء مفيد في علاقاتنا.