رحلة البحث عن الشغف: اكتشف ذاتك.

رحلة البحث عن الشغف

في رحلة الحياة الجميع يعمل بمجالات مختلفة منهم من اختار هذا العمل، ومنهم من اختارته ظروف الواقع لكي يسير بهذا الطريق.

أما سعيد الحظ فهو من وجد كنزه الداخلي، وتعرف على سر القوة الخفية التي تحرك عقله، وتحفز قلبه نحو تحقيق الطموح، وتحويل كل عقبة إلى فرصة وكل صعب إلى درس يفتح الأبواب للخطوات بعده.

هذا الكنز هو ” الشغف” الوقود الذي يقود الحياة ويسيرها نحو ما تحب وما تريد.

– ما هو الشغف؟

عاطفة قوية بالرغبة في شئ ما يتبعها اهتمام باطني عميق تجاه هذا الشئ ( نشاط – هواية – فن – عمل – علاقة – خدمة ..) يدفع صاحبه إلى السعي المستمر بحماس، وإلتزام وتقبل للصعاب، والتحديات يلازمه شعور بالسعادة والإكتفاء الذاتي كلما تقدم في مساره وتفاعل معه.

– هدايا الشغف التي ستأخذها عندما تقابله:

1- الإلهام: عندما تتبع شغفك لن يحركك عقلك بأفكار عادية مثل السابق وانما ستجد إلهامات داخلية تدفعك للإبداع والإبتكار فأنت تحب ما تعمل وتعمل بما تحب مما يعزز الشعور بالسعادة والمتعة والرغبة في المزيد.

2- الحيوية: وجودك بعمل اختاره شغفك لك يكون بمثابة السحر لروحك وجسدك فتجد كل ما فيك يريد أن يعطي هذا الشئ أفضل ما لديه تجد وقتك يمر وانت منهمك بعملك ولا تشعر إلا بالإنطلاق والسعادة.

3- الإستمتاع: علامة وصولك لشغفك يؤكدها لك أن تشعر ما هي الضحكة الصافية من القلب لانك معه ستعتاد عليها.

ستشعر بأنك في المكان الصحيح بالتوقيت المناسب.

ستستيقظ كل صباح بكامل نشاطك وعافيتك، بل إنك ستطلب من الصباح أن يأتي قبل أوانه حتى تباشر عملك. فهو لم يعد مجرد عمل وإنما مصدر بهجة وسعادة تضاعف الإنجاز، ومن ثم يأتي المال بالمرتبة الثانية كهدف .

4- الإنجاز: الشغف يبدل المعاناة أو المجهود والضغوط إلى استمتاع وتحفيز، ويغير من شخصيتك وسلوكياتك في الحياة ، فترى الأشياء من منظور الممكن، وتلاحظ تطور إمكانياتك وقدراتك يوميا في إنجاز ما يراه غيرك مستحيلا، والعمل بمنتهى المتعة وكأنها لعبة تنتقل بين مستوياتها إلى الأعلى.

5- السلام النفسي: يخلق لك الشغف حياة جديدة مصممة لأجلك، تتوافق مع كل ما يرضيك، فأنت تعمل من أجل البهجة بذهن صافي ، مرتب أفكاره وقلب ينبض بالحياة، يحققان معا مزيد من التحفيز والتقدم ووفرة من كل ما يتمنى في جو من الراحة النفسية والرضا والسلام الداخلي.

البحث عن الشغف

– خريطة الوصول إلى شغفك:

رحلة البحث عن شغفك لا يستطيع خوضها سواك. قد يساعدك البعض ولكن بتوجهيات فقط، أما الوصول إلى بر شغفك يحتاج سفينة وحدك أنت قبطانها ومن سيرسو بها.

إليك عزيزي القارئ بعض الإتجاهات والرموز التي قد تشير لك على أماكن كنز شغفك بداخلك والتي ان تتبعتها تستطيع أن تصعد لأول درجة في سلم شغفك بنجاح :

1- صوتك الداخلي:

هناك وقت نشعر بثقله وكأنه لا يمر، وهناك عمل معه يتلاشى الوقت وكأنه يطير، توقف عند هذا العمل وركز عليه فهذا أول اتجاه صحيح تسير عليه بخريطة شغفك.

تتبع باقي الطريق بالتفكير بالأعمال أو الهوايات التي كانت تسعدك بطفولتك، الأنشطة التي كنت تستغرق فيها فتنسى من حولك، وتنسى من أنت.

أكمل الطريق بتحديد ما هي الأمور التي تحب فعلها حاليا، بماذا تفضل أن تشغل وقت فراغك؟ ما هي تفضيلاتك التي تدخل البهجة إلى قلبك؟

2- افهم نفسك :

عندما يقودك حدسك لشئ ممتع بالنسبة لك، توقف عند هذا الشئ، وقيم نفسك فيه

( هل تمتلك ما يحتاجه من قدرات ومواهب – هل فعلا ما يحققه لك يشبعك داخليا ويسعدك – هل تخاف من خوض تجارب وتحديات جديدة بهذا المجال أم تمتلك عزيمة الإكمال والإستمرار – هل يتفق هذا الأمر مع قيمك ومعتقاداتك وتمتلك الإستعداد والقدرة والوقت للنجاح فيه؟)

أجب عن هذه الأسئلة وما يتبعها من عقلك حتى تحدد الخطوة التالية على سلم شغفك.

3- جدد ذاتك :

بما أن الشغف ميلاد جديد لك فعليك أن تستقبله كمولود جديد بعالم مختلف به تجارب وأشخاص وأفكار وأماكن لأول مرة تتعامل معها، والتي ستخلق لك خيارات جديدة متنوعة منها ما يجذبك له وتجد فيه راحتك وخروجك من عالم الزمان إلى عالم المتعة.

تعلم أشياء جديدة وجربها، خذ وقتك، ركز على اتقان وحب ما تعمل ومن ثم مجهود وضغوط أقل، إنتاج أعلى، وإستفادة أكبر.

4- الإنسجام النفسي:

الشغف شئ جميل لا يخرج إلا من قلب نقي لا يعرف الحقد أو الحسد أو الحكم على الآخرين ولا عقل مشتت يصارع هموم وضغوط الحياة، لا تحارب ذاتك .

احرص على كونك بذهن صافي وقلب مفعم بالسلام والتقبل لجميع أحوالك فالرضا يهبك مزيد من الإبداع والمسارات المفتوحة لك وأنت تبحث عن شغفك.

5- اخلق شغفك:

لا تتعامل مع الشغف بنظرية الأبيض والأسود، بمعنى أنه اما موجود أو غير موجود، وانما كمولود صغير، يكبر ويتغير.

كن معه فهو عملية ديناميكية يمكن اكتشاف المزيد والتنوع منه. ركز على قدراتك الداخلية وما تهواه نفسك من الأعمال فقد خلقنا الله تعالى للعمل وأودعنا الإمكانيات للنجاح واعطاء قيمة لحياتك وطعم وتفرد لذاتك.

الشغف ليس مجرد هواية أو نشاط، بل هو أداة سحرية تمنح وجودك معنى أعمق. يأتي الشغف عندما تعيش حياتك بصدق وتتبع قلبك، في تلك اللحظة التي تجتمع فيها ميولك مع مهاراتك وقيمك ، ينبعث الشغف كطاقة إيجابية تحقق لك انجازات استثنائية..