خطوات على طريق فهم الذات: كيف تفهم نفسك؟

كيف تفهم نقسك؟

فهم الذات رحلة تبدء معك من الميلاد إلى الموت. من لحظة بكاءك وأنت تستقبل نور الدنيا وتودع رحم أمك، إلى لحظة وداعك لهذه الدنيا ودخولك رحم الأرض.

أنت في كل لحظة تمر عليك مطالب أن تفهم وتكتسب معرفة عن نفسك وترتقي درجة في رحلة حياتك.

فهم الذات هو عملية تبحث في تحليل وفهم الجوانب المختلفة لشخصيتك، مشاعرك، وتفكيرك، رد فعلك تجاه المواقف، طموحك للمستقبل، تعاملاتك مع من حولك.

 إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك في فهم نفسك بشكل أفضل:

1- كون تقييم محايد لمن تكون:

تستطيع بالتحديد الصادق والمحايد لنقاط تميزك عن الآخرين (نقاط القوة لديك) ونقاط الضعف التي تحتاج أن تركز عليها لتطويرها قدر المستطاع وعدم الوقوف عندها كعقبة وكذلك بمعرفة الفرص التي تقدمها لك الحياة والتحديات التي تدعوك إلى ترويضها والفوز بها بكل هذا تكون تقييم بعينك أنت لمن تكون.

على الجانب الآخر تحتاج أن تسأل من تثق بحبهم لك وصراحتهم معك وحكمتهم في الحكم على الأمور والأشخاص أن يعطوك مؤشرات عن أمور تحتاج منك تعديل أو أمور تتطلب الاستمرار وأخرى علاجها التوقف

قد تساعدك بعض اختبارات الشخصية المنتشرة على الانترنت، على الرغم من عدم دقة نتائجها إلا أنك قد تجد فيها ما يلمس قلبك وينير شيئا بداخلك يحتاج أن تراه.

2- كيف تصف نفسك في جملة واحدة؟

راقب متى وكيف وماذا تقول عن نفسك.

ما هو أهم شئ حدث لك ؟ وما هو تأثيره عليك؟

هل عندما يتحدث معك شخص تحول الكلام إلى الحديث عن نفسك؟

هل تتحدث عن نفسك بالنكات والفكاهة، تسخر من المواقف التي تمر بك على سبيل المزاح؟

ليس من السيئ أن تتحدث عن نفسك ولكن يا ترى ما هو هدفك من هذا الحديث ؟ هل تثبت لنفسك أنك ذات قيمة أم تكدب عليها بصورة وهمية وقدرات لا تتمتع بها؟ أم أنك تثبت لغيرك أنك أفضل منه؟

مثال: صديقك يتحدث معك عن حصوله على توكيل حصري لمنتج معين فأنت بطريقة ما حولت الكلام إلى الحديث عن كيفية قيامك بمشروعك الخاص.

3- هل ما زلت طفلا في جسد يكبر؟

كثيرا ما نجلس مع أنفسنا وتستوقفنا ردات أفعالنا كيف تغيرت عن السابق

نرى مقدار ما كنا نصفه بدائما يحدث معي كذا، أو أفكارنا الثابتة تجاه شئ أو شخص، مواقف تتكرر بنفس الانفعال وطريقة التفكير والاستجابة

اذن أنت طفل بجسد يكبر وأنت تظل بقدرات الطفل العقلية.

وهناك من نضج وتغير سواء إيجابي أو سلبي ولكن الثابت أننا نتغير.

والحكم على هذا التغيير بالصحيح أو الخاطئ يرجع إلى نتيجته علينا

فإذا وصل بنا الحال معه إلى راحة نفسية وجسدية وتطور لحياتنا العملية، فهذا هو الطريق المستحق للسير به، وما غير ذلك يحتاج التغيير.

4- كيف تتعامل مع مشاعرك؟

اربط ردات فعلك تجاه المواقف المختلفة مع نوعية المشاعر التي تشعر بها .

هل حقا هذا الموقف يستحق كل هذا الغضب؟

كل هذا التوتر والقلق يقابل هذه المشكلة البسيطة أم أنها تراكمات مشاعرية قديمة كتمتها بداخلك وظننت خطأ أنها انتهت وآن الأوان أن تعبر عن نفسها وتواجهها وتستمع رسالتها المصممة خصيصا لأجل تطورك؟

هل تستمع لنفسك، تنصت إلى روحك، ماذا تحتاج، لماذا تتألم، ماذا تريد..؟؟

ما هي أولى أولوياتك، نفسك أم إرضاء الآخرين؟

اجعل مشاعرك أصدقاءك، تقرب منها وافهمها، تفاعل معها بمحبة . كلما علمت السبب وراء زيارتها لك كلما كانت ضيف يطرق على بابك بالخير.

5- ماذا عن أدوارك في الحياة؟

حياتك تبنى على علاقاتك: علاقتك بالله سبحانه وتعالى، علاقتك بنفسك، ومسؤولياتك تجاه الأخرين. فأنت تلعب العديد من الأدوار في آن واحد، فقد تكون أبا وابنا وأخا وعما وخالا وجارا وصديقا وزوجا ..الخ من الأدوار التي تمثل في مجموعها شخصيتك.

لمعرفة نفسك جيدا واجهها بتقييم هذه الأدوار منفردة، ادرس مميزاتك وعيوبك، قدراتك ونقاط ضعفك، وانظر ماذا ترى..

هل كل علاقاتك متزنة؟

حكيم أنت في تكافؤ ما لك من حقوق وما عليك من واجبات؟

أي من هذه الأدوار هجرته ولم تعد، وأيها يملئ قلبك وكيانك؟

بأي علاقة تنوي التطوير، وأيها تحتاج التراجع، ومن منهم تحتاج المزيد؟

كن شجاعا في مواجهة نفسك، اجعلها تشهر كل أسلحتها في وجهك، وأنت قابلها بالإحتواء، بالتقبل والرضا عن كل ما بها فأنت المسؤول ” قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها”.

6- بماذا تفكر؟

هل جربت يوما أن تنصت لأفكارك لمدة معينة وتراقب ما هي نوعية أفكارك؟ ماذا يكرر في عقلك وما تأثيره على مشاعرك وجسدك؟

هل تعطيك الأمل فيما هو قادم وتبث فيك الثقة بالنفس والدافع والحافز للتقدم، أم أنها تعدد لك نقاط ضعفك، وعجزك عن المضي قدما، ومدى وعورة الطريق، وكم العقبات التي ستواجهك؟

ماذا عن فلان هل تعقد المقارنات السلبية بينك وبين الآخرين وتغزل القصائد في مدى قوتهم ونجاحاتهم الصاعقة التي لن تصل لها حتى تموت؟

أين أنت منها وما تمليه عليك؟ هل تستجيب له وتخور قواك، هل تجلس الليالي تبكي وتشكي حالك البائس التي تخبرك عنه؟

استيقظ يا صديقي فكلها أفكار ليست حقيقة ولكن للأسف اذا صدقتها ستكون واقعك.

الذات بحر أو محيط أو بالمعنى الأدق كونك وعالمك الذي يستحق منك المحاولات والاجتهاد لفهمه ومعرفته وعقد صداقة دائمة بينكما حتى لا تكون عدو ذاتك، فالمجهول عدو حتى نعرفه.

وبما أنه عالمك أنت اذن أنت وحدك من يستطيع بناءه ودعمه بكل ما يضمن سعادته ولا يعني ذلك الثراء الفاحش وان كان مقبولا وممكن تحقيقه، وانما أن تستمتع برحلتك وتتقبل كل دروسها لك بصدر رحب وتؤمن بقول خالقك عز وجل:” إن مع العسر يسرا” انظر دائما لهذا اليسر حتى وأنت تحاول أن تفهم نفسك وفي الطريق ستكتشف أنك اكتملت لأننا في الحقيقة يا صديقي كلنا ينقصنا أنفسنا.