الحزن مشاعر طبيعية تنتاب الانسان ولكن قد يتحول هذا الحزن الى عرض من أعراض الإكتئاب، اكتشف معنا هذه الأعراض وأهم الأسباب التي تؤدي إليها وطرق العلاج.
يمثل الإكتئاب أكثر الإضطرابات النفسية انتشارا حول العالم والذي يصيب الفئات العمرية المختلفة من الجنسين بأعراض ودرجات متفاوتة، كما أنه اضطراب نفسي يتسم بوجود مزيج من الأفكار والعواطف غير الطبيعية وسلوك اجتماعي يغلب عليه العزلة والصمت أحيانا والشعور الدائم بعدم السعادة لكن دون معرفة الأسباب الحقيقية لذلك.
ما هو الإكتئاب؟
هو اضطراب مزاجي يتمثل في الشعور بالحزن دائما والإحباط وفقدان الإهتمام بالأمور الحياتية، فهو يعرف بمرض العجزحيث أنه غالبا ما يفقد صاحبه الرغبة في الممارسة الطبيعية لأمور حياته والتخلي عن مسؤولياته ،بالإضافة إلى عدم الشعور بالمتعة والبهجة وصولا إلى التفكير بالانتحار في نهاية الأمر. يحدث ذلك بسبب تعرض الشخص لحدث قوي محزن كموت أحدهم، فقدان الوظيفة، الإنفصال العاطفي فيصعب توازنه نفسيا في مواجهة هذا الحدث فتظهر أعراض الإكتئاب والتي قد تستمر الى أسابيع أو شهور وربما سنوات.
لماذا نصاب بالإكتئاب؟
لا يوجد سبب محدد لظهور الإكتئاب حتى الآن، ولكن يرجع الأطباء الإصابة بهذا المرض إلى مجموعة من العوامل قد يعمل تأثيرها نفسيا وجسمانيا على ظهور الأعراض ، إليك أهم أسباب الإصابة بالإكتئاب:
1– طبيعية كيمياء الدماغ:
ويقصد بها المواد الكيميائية الطبيعية في دماغ الإنسان والتي تتحكم في مزاجه وأفكاره وسلوكه وردود فعله واستمتاعه بالأشياء. قد يكون هناك خلل بها يعاني منه الشخص المصاب بالإكتئاب، وكذلك تغيرات مستويات الهرمونات في الجسم عن التوازن الطبيعي.
2–الوراثة:
وجد العلماء ارتباط بين ظهور الإكتئاب لدى أشخاص لديهم قريبون يعانون من الإكتئاب بالعائلة وأرجعوا ذلك إلى وجود جينات وراثية تنقل هذا المرض من خلال الوراثة بين الأجيال.
3-البيئة المحيطة بالشخص:
وتتمثل في الأوضاع المعيشية للفرد وظروفه الحياتية والتحديات والمشكلات ومدى الضغوط عليه سواء في العمل أو الأسرة أو العلاقات وكذلك المستوى المادي والصحي والإجتماعي.
4-الحالة الصحية:
قد يؤدي إصابة الشخص ببعض الأمراض كالأمراض المزمنة (القلب- السكر) إلى الإصابة بالإكتئاب، كذلك وجود تاريخ ادمان سابق للمخدرات أو الكحول، أو تناول أدوية معينة لفترة طويلة كالحبوب المنومة ونقص الفيتامينات في بعض الأحيان.
علاج الإكتئاب:
الإكتئاب هو مرض عنيد قد يستمر مع صاحبه إلى فترات طويلة ويعرضه إلى مخاطر العجز عن الحياة الطبيعية وصولا إلى الإنتحار وفقدان حياته، لذلك يجب على الشخص المصاب بهذه الأعراض السابقة ضرورة اللجوء إلى العلاج فورا والاهتمام بمتابعة طبيب مختص يرشده ويأخذ بيده إلى الشفاء.
هناك نوعان من العلاجات التي تساعد على السيطرة على الأعراض والتحسن حتى تمام الشفاء:
1-العلاج الطبي (الأدوية):
ويتمثل في مجموعة من الأدوية تسمى مضادات الإكتئاب تساعد في تغيير كيمياء الدماغ التي تسبب الإكتئاب والتي قد تستغرق بضعة أسابيع حتى تعطي نتائج ملحوظة.
–علاج تحفيز الدماغ: في حالة الأشخاص الذين يعانون من الإكتئاب الشديد قد يستدعي الأمر استخدام العلاج بالصدمات الكهربية لتحفيز العصب المبهم.
2- العلاجات الطبيعية للاكتئاب:
الإكتئاب يصل بك إلى الشعور بالعجز، توقف حياتك بالرغم من مرور أيامك، وهذا هو الخبر السيئ ولكن هناك خبر سار لك؛ فبإمكانك اذا كنت لا تحبذ مضادات الإكتئاب، وتريد أن تتجنب آثارها الجانبية ؛
يمكنك اتباع هذه النصائح وسوف تشعر بالتغيير والتحسن :
– روتين يومي:
الإكتئاب يأخذك في عزلة بعيدا عن الحياة، لذلك ضع لنفسك روتين يومي ومهام محددة بسيطة ومحببة إليك، تستطيع الالتزام بها، ومكافأة نفسك وتقديرها عند النجاح في أداءها.
– الرياضة:
كل منا له تمرين معين أو حركات يفضلها، يمكنك اختيار أبسط الرياضات التي تحبها حتى لو كانت المشي لفترة قليلة وتأمل الطبيعة من حولك، فالرياضة تفرز هرمونات بالجسم تشعرك بالرضا عن نفسك وتزيد احساسك بالسعادة بالإضافة إلى إعادة توازن كيمياء الدماغ.
– الطعام الصحي:
الإكتئاب قد يفقد صاحبه الشهية إلى الطعام أو العكس قد يجعله يفرط في تناوله، لذلك عليك الانتباه إلى ما تتناوله من طعام كمية ونوعا واختيار الطعام الصحي الذي يدعم جسمك بشكل عام فمثلا توصل الأطباء إلى أن الطعام الغني بأوميجا3 مثل التونة ووالسلمون وحمض الفوليك كالسبانخ والأفوكادو يمكن أن تقلل من سلبيات الإكتئاب.
– النوم الصحي:
اضطراب النوم من أعراض الإكتئاب وهذا يجعل الأمر أسوء لذلك احرص على فعل الأمور التي تساعدك على الإسترخاء والنوم الجيد كأن تكون
غرفتك نظيفة، منظمة،
معطرة بعطور هادئة منعشة
، أضواءها خافتة مريحة للعين،
الإستماع إلى موسيقى استرخاء،
قراءة كتب ممتعة تبعث الإيجابية في النفس،
التركيز على اللحظة،وعدم التسليم للأفكار التي تقلقك .
– تقدير الحياة:
المكتئب يشعر أنه مكبل بقيود ويفقد الرغبة في عمل أي شئ ويتراجع عن أداء ما يقع عليه من مسؤوليات، لذلك احرص على عدم الإنسحاب من حياتك، بأن تداوم بعملك ولا تتركه أو تداوم بساعات أقل بعمل تحبه أو تستطيع المواصلة فيه واذا لم يكن لديك عمل يمكنك الإشتراك بعمل تطوعي بسيط يخرجك من عزلة الإكتئاب، فذلك سيمنحك ثقة أكبر بنفسك وقدراتك، رغبة في المزيد ومن ثم الشعور بالإنجاز والتخلي عن فكرة العجز.
– ترويض الأفكار:
أكبر تحدي قد يواجهه مريض الإكتئاب هو مواجهة الأفكار التي تدور برأسه، فهو يعاني من أفكار تحط من قيمته وتجعل حياته بلا قيمة ولا فائدة منها حتى تصل به إلى الإنتحار أحيانا، لذلك كمكتئب احرص على الرد بالمنطق على هذه الأفكار ووضع احتمالية أنها خاطئة وأن عكسها هو الصحيح فمثلا إذا قلت لنفسك لا أحد يحبني، أجب على نفسك بأنه ليس هناك دليل على ذلك.أو فكرة أنك عاجز عن فعل شئ ناجح في حياتك، فأجب بأنك نجحت في فعل كذا وكذا سابقا.
يتطلب هذا الأمر الإستمرار والصبر حتى تتبدل الأفكار السلبية بأخرى إيجابية تسعد حياتك.
– التجديد:
نصح الأطباء مريض الإكتئاب بمحاولة عمل شئ جديد أو مختلف في حياته، فالأشياء غير المعتادة للشخص تعمل على رفع الدوبامين (كيميائية الدماغ) ومن ثم الشعور بالبهجة والمتعة. اذهب إلى مكان تزروه أول مرة، إقرأ كتابا مختلف عن اهتماماتك، غير من هواياتك، افتح بابا لعادة مختلفة عما تعودت عليه في الماضي، حاول جاهدا الحصول على المرح قد يكون ذلك صعبا في البداية، لكنه ليس مستحيل شيئا فشيئا ستزول عتمة الإكتئاب وتثمر جهودك وتشفى منه.
-المتابعة الطبية:
مرض الإكتئاب قد يجعلك لا ترى الأمور على حقيقتها لذلك مع جهودك الذاتية للشفاء لابد من المتابعة مع المختص الذي يقيم حالتك ويوجهك بالإرشادات الصحيحة في طريق العلاج وهو أمر ضروري في الحالات المتأخرة من الإكتئاب والتي تستدعي المساعدة حتى تسير الأمور إلى تحسن.
الإكتئاب
مرض يغلق أبواب الحياة في وجه صاحبه، فيغلق باب غرفته عليه ويعتزل الجميع أو يختلط بهم ولكنه لا يستمتع بأي شئ ولا يبدي اهتماما للأمور من حوله، لذلك ادرس جيدا أعراضه وساعد نفسك على الشفاء منه بكل ما تملك فأنت تدافع عن حياتك .
كن قويا فلكل داء دواء ودائما تستطيع الشفاء إذا أردت وسعيت إلى ذلك.