هل لديك أعمال متراكمة تؤجلها بإستمرار؟
هل تذهب كي تتم عملك أو مذاكرتك وعندما تبدء تذهب لأي شئ آخر ولا تنهي ما بيديك؟
هل يوميا تقول سأبدء الآن، سأقوم حالا، فقط بعد هذا المسلسل، بعد هذه اللعبة، بعد هذه المكالمة، بعد وبعد وبعد حتى تجد نفسك ذاهب إلى النوم ولم تفعل أي شئ؟
هل تتفاجأ دوما بعد عدة تأجيلات أن الوقت انتهى والمهمة لم تنجز وتضيع منك الفرصة؟
هل يؤلمك ضميرك ويسألك دائما متى سنبدأ؟
اذا كانت الإجابة بنعم .. فمرحبا بك لنقضي معا على التسويف.
ما هو التسويف ومن أين يأتي؟
التسويف بحسب تعريف علماء النفس هو ” عادة سلوكية يومية ينتهجها الفرد بأن ينشغل عن تأدية المهام الرئيسة في يومه ويقنع نفسه بأنه يمكن تأجيلها إلى وقت لاحق وإلى وقت لاحق مما قد يصل بالأمر إلى ضياع الوقت وعدم الإنجاز”.
وقد يأخذ التسويف صورة أخرى بأن ينشغل الفرد في القيام بأنشطة فرعية ليست مهمة في حين تنتظره أعمل أهم تحتاج للإنهاء، كأن يتصفح الشخص الانترنت بلا هدف في حين عنده تقرير عمل لم ينتهي.
لماذا نسوف؟
1- الخوف من الفشل:
هناك مهام شديدة الأهمية بالنسبة لنا تحتاج الدقة في أدائها لذلك نتهرب منها ونؤجلها خوفا من أن نفشل فيها ولا نستطيع اثبات قدراتنا على انجاحها، كأن يطلب منك اعداد ميزانية مالية لشركتك في نهاية العام فنحن في الحقيقة نؤجل لكي نشعر ببعض التحسن والهروب من الإحساس بالخوف والقلق من الفشل.
2-النتائج طويلة المدى:
يعمل النظام الدماغي لدينا بمكافأتنا عند إنجاز الأعمال من خلال إفراز هرمونات تشعرنا بالسعادة واللذة والتحفيزعلى المزيد من ذلك، وعلى عكس الأنشطة الحساسة فإن الأنشطة العادية المكررة يوميا قد لا نشعر معها بالإثارة والحث على اتمامها لأن نتائجها تظهر على المدى البعيد مثل الموظف الإداري الذي يقوم بأعمال روتينية يوميا أو من يعمل عن بعد ولا يرى نتيجة عمله على أرض الواقع، وأصحاب المشاريع كل هذا يشعر الانسان بالرغبة في التأجيل واستبدالها بأنشطة بسيطة تعطيه جرعة مؤقتة من هرمونات السعادة كأن يشاهد فيلمه المفضل أو يتصفح مواقع التواصل الإجتماعي.
3- البيئة حولك:
ونقصد هنا أسرتك، وأصدقائك، ومن تتخذهم قدوة وأهل مشورة، فهؤلاء لهم بالغ الأثر على سلوكياتك وخاصة اذا كانت لديهم عادة التسويف وعندهم من الحجج ما يقنعك بصحة ذلك.
4- ضعف جسدي:
كأن يعاني الشخص من اضطرابات الجهاز الهضمي أو عدم انتظام النوم وضعف الدورة الدموية والشعور بالإنهاك المستمر مما يدفع الشخص إلى الـتأجيل مرة بعد مرة حتى الشعور بالتحسن والقدرة على الأداء.
5- إرهاق نفسي:
التسويف يتعدى كونه مجرد كسل، فهو مؤشر نفسي على وجود اضطراب داخلي يبدء من الشعور بالإنضغاط، مزاج سيئ ، التوتر، القلق، الخوف، عدم ثقة بالنفس، الإحساس بالذنب وخيبة الأمل وقد يصل بنا الأمر إلى اليأس والإكتئاب
كيف تتخلص من التسويف وتستعيد نشاطك؟
1- المرونة النفسية:
تقبل الوضع الحالي بكل أحواله ولا تحارب ذاتك، عندما تحاول احداث جديد في حياتك حتى لو كان عمل تريد انهاءه فأنت تنتقل من منطقة راحتك إلى منطقة غير مألوفة وهنا ستجد نفسك حارسك الأمين تحاربك بإستماتة حتى لا تغير ما تعودت عليه.
احترم هذه الأمانة وتسلل بهدوء وحذر إلى منطقة الإنجاز ستتقدم مرة وترجع أخرى لا بأس لا تيأس استمر حتى يقتنع عقلك أنك تنتقل من راحة وهمية إلى سعادة حقيقية .
لا تجلد ذاتك عندما تقاومك، لا تشعر بالخيبة وعدم الثقة فتقف عند الماضي وتشعر بالملل وتهرب من المواجهة. كن قويا في الإستمرار، ملتزما في التنفيذ حتى تنقل عقلك إلى مرحلة أفضل من منطقة راحتك التي يدافع عنها ويقتنع بها فيحفزك هو ويدفعك إلى الإتمام.
2- اعرف مشاعرك الحقيقية:
قد يخدعك عقلك ويقول لك: دعنا نؤجلها بعض الوقت حتى نستعد فنعملها بشكل أفضل.
هنا انتظر لحظة واسأل نفسك: هل أخشى الفشل في إنجاز هذا العمل؟
أجب بصراحة..
اذا كان الجواب “نعم” فهنا يكمن سبب التأجيل وليس الكسل.
عليك التحكم بمثل هذه المشاعر من الخوف وعدم الثقة بقدراتك من خلال مصارحة نفسك بكم الخسائر والسلبيات التي ستحدث لك اذا اتبعنا التسويف على المدى البعيد.
والتركيز على المزايا التي ستتحقق لك عند انهاء أعمالك ماديا ومعنويا وبقاء متعتها على الدوام.
استبدال مشاعر الخوف بمشاعر الثقة بقدراتك واثبات ذلك باتمام خطوات صغيرة بنجاح والإستمرار عليها.
3- اخدع عقلك:
جزء المهمة المطلوبة منك إلى خطوات صغيرة جدا يتقبلها عقلك بعد أن تحدد لها وقت صغير من يومك وتلتزم به.
ابدء بتنفيذها بالبداية وأقنع عقلك أنها فقط خطوة صغيرة سنعملها ونعود إلى التأجيل،
وفي اليوم التالي مهمة أخرى بنفس الحجة مع عقلك، وهكذا مع زيادة وقت الإنجاز تدريجيا والرجوع إلى ما يلح به عقلك عليك كهروب من العمل.
هنا تكون أدخلت عقلك بمنطقة جديدة يشعر معها بالتغيير في المشاعر ولذة الإنجاز التي تفوق متعة التأجيل فيتعود عليها ويطلب المزيد منها، فتجده يحفزك هو على إتمام الأمور وعدم تأجيلها.
4- السر في التيسير:
لا يخفى على أحد أنه كلما صعبت المهام كلما كثر تأجيلها والنفور منها. قال الله عزوجل:”يريد الله بكم اليسر” وهو تعالى من خلقنا ويفهم كيف تفكر عقولنا، هنا في الآية توجيه رباني بأن نسهل على أنفسنا الأمور قدر الإمكان عند أداء عمل معين بأن نخطط له سابقا بداية من المكان،الوقت المناسب، التهيئة النفسية من هدوء ومزاج جيد، ورغبة في الإنجاز، وتجهيز أدواتك، وابعاد الملهيات والمشتات، وصولا إلى شهيق عميق يبشر بتمام الأداء، والفوز على التسويف.
لا تراكم الأفكار على عقلك أو تهول الأمور على نفسك فقط ابدء..
ابدء بما في يديك حاليا . ابدء وانتقل من خطوة إلى أخرى وعامل نفسك بحنان وتفاهم وليس بالقسوة والإجبار ودون اتشعر ستجد نفسك وصلت وأنهيت عملك.
5- فقط ابدء..:
المهمة التي تؤجلها أو تتهرب منها عندما تفكر فيها تشعر بالألم فعقلك يبحث عن حل للتخلص من هذا الألم بتوجيهك لعمل آخر فيه متعة حتى لو قليلة ويستمر في مقاومتك عند الإقدام على انهاء هذه المهمة . حسنا ما الحل ..؟
الحل ان لا تقول عندي أعمال كثيرة او دروس متراكمة ولكن قل سأذاكر لمدة 25 دقيقة فقط وبعدها سأكافئ نفسي باللعبة التي احبها أو استراحة في حدود ال 10 دقائق ..الخ كبداية من ال25 دقيقة الأولى وبعد 4 دورات من هذه المدة بمعدل 100 دقيقة تتخلها الاستراحة القصيرة تكافئ نفسك باستراحة أطول قد تصل إلى ساعة أو أقل حسب اتمام المهمات لديك، هنا سيقبل العقل فهي مدة بسيطة لن تشعرك بالتعب والإرهاق فتحتاج راحة أو تشعرك بالملل فتترك مهمتك.
استمر بتركيزك على الوقت وليس الكم المنجز فيه حتى تنتقل من منطقة راحتك والتأجيل إلى منطقة بدء العمل، بفترات متقطعة تتخللها مكافآت متنوعة لنفسك سيحب عقلك هذا العمل وتنتهي مقاومته لك وشعورك بالرضا والإنجاز سيجعل عقلك يحفزك ويدفعك للحصول على مزيد من هذا الشعور ومن ثم اتمام المهام والقضاء على التسويف.
التسويف مثله مثل أي سلوك في حياتنا يمكن ان يحدث في المعدل الطبيعي المقبول كان تبدل بين المهام، أو أن تقوم بمباشرة عمل فرعي أثناء انجازك لمهمة معينة كأن تشغل الفرن الكهربائي على طعامك وتضبطه على مدة محددة وتراجع أنت ايميلات العمل اثناء ذلك. لكن الخطورة أن يصبح التسويف عادة مزمنة لدينا، نؤجل يوميا ما هو مهم وقارب وقته على الإنتهاء ونفوت على انفسنا فرصة الفرحة بالإنجاز في وقته، وزيادة الثقة بالنفس، والإحترام والتقدير الذاتي ومن الآخرين.
الآن وبعد ان تعرفت معنا على الحل اتبع احدى الإستراتيجيات السابقة وداوم عليها واستمتع بحياة الإنجاز واقتناص الفرص واجعل التسويف يذهب مع الريح.
نرنامج ممتاز يستحق المتابعه